الفرق بين المؤمن و المسلم

من طرف **ملك الاحزان** الخميس ديسمبر 20, 2007 5:39 pm

الفرق بين المؤمن و المسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أشرقت بنوره السماوات و الأرض الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه
وأدب نبينا فأحسن تأديبه
و الصلاة و السلام على من بعث ليتمم مكارم الأخلاق سيدنا محمد و على آله و أصحابه و من تبع هداه إلى يوم الدين
و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
ما أروعها كلمة و معنى تقال باللسان و بالقلب معا
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أول كلمة تنطق عند الميلاد
آخر كلمة تنطق عند الوفاة
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
و ما بين الميلاد و الموت حياة
حياة امرنا أن نحياها بلا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
هذا الإخلاص أساس كلمة التوحيد
لا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله ، فهي تنفي وتثبت
تنفي العبادة وهي الألوهية عن غير الله وتثبتها له وحده دون ما سواه فلا يستقيم دين ولا يصح ولا يثبت ولا يسمى المرء مسلما ولا مؤمنا إلا بالإخلاص لله عز وجل وتخصيصه بالعبادة سبحانه وتعالى ثم بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والشهادة بأنه رسول الله حقا إلى جميع الثقلين الجن والإنس ، وهذه الشهادة لابد لها من ثمرة ونتيجة ، وهي متابعة شرعه والاستقامة على دينه والوقوف عند دوده التي جاء بها عليه الصلاة والسلام
كلنا ولدنا مسلمين
كلنا أسلمنا بلا إرادة منا لأننا ننتمي لأبوين مسلمين
هكذا ولدنا .. هكذا كتب في شهادة ميلاد أو بطاقة هوية كل واحد منا انه مسلم الديانة
أنا مسلمة هو مسلم هي مسلمة .. هكذا و لله الحمد ولدنا و نشأنا على أننا ننتمي للإسلام و للمسلمين
و لكن .. هل حيينا بشرف هذه الكلمة؟ و هل عملنا بها؟ و هل وفينا حق الإخلاص لها كما كرمنا الله تعالى بها ؟
ولدنا مسلمين و الحمد لله على نعمة السلام
فهل سنموت أيضا مسلمين؟
و ما بين الميلاد و الموت هل سنحيا مسلمين؟
هل سنخلص للكلمة التي شرفنا و كرمنا الحق تبارك و تعالى بها؟
هل أنت مسلم بالفطرة أم مسلم بقلبك و روحك و إخلاصك في كل لحظة من عمرك لهذا الدين ؟
هل أنت مسلم فحسب أم مؤمن سموت بإخلاصك لدرجة من درجات الإيمان؟
هل أنت مسلم أم مؤمن؟
أسمعك تسأل و هل هناك فرق بينهما؟
هل هناك فرق بين أن أكون مسلما أو أن أكون مؤمنا؟
تأمل معي هذه الآيات و ستعرف الإجابة بنفسك..يقول الحق تبارك و تعالى في سورة الأحزاب :
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
لاحظوا الفرق في قوله إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِو يقول في سورة التحريم
عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا
و هنا أيضا مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ
و في سورة الحجرات
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْأَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ... في قلوبكم
و حتى ندرك الفرق سنطرح سؤالين و سنجيب عنهما أولا:
ما هو الإسلام و بالتالي من هو المسلم ؟؟؟
الإسلام هو الإذعان لله تعالى و الشهادة له بأنه واحد أحد لا شريك له ، وتسليم العقل والقلب لعظمة الله وكماله ثم الانقياد له بالطاعة وتوحيده بالعبادة والبراءة من الشرك به سبحانه.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسئول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .فعندما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإسلام قال له :الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا
قال: صدقت
والإسلام بمعناه الخاص: «ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من الدين كله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة "بالتالي صفة المسلم تطلق على كل من شهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله ثم اتبع شهادته بالعبادات التي قام عليها الإسلام و اللي كلنا نحفظها عن ظهر قلب من الحديث الشريف" بنى الإسلام على خمس .. شهادة أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله .. ايقام الصلاة .. إيتاء الزكاة .. صوم رمضان .. و حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا " بتوضيح اكبركل من نطق و شهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله فهو مسلم سواء اتبع شهادته و اعتقاده بوحدانية الله و برسالة رسول الله بعمل أم لم يقارن هذا عن الإسلام
أما الإيمان فله شأن آخرما هو الإيمان و من هو المؤمن؟
الإيمان هو التصديق بالقلب و الجوارحوالإيمان هو يقين القلب و إقرار باللسان ثم التطبيق العملي بعمل الصالحات و ترك المنكرات
اى أن الإيمان يشمل على ثلاث حقائق
حقيقة لفظية
وهي الإعلان والإظهار لكلمة التوحيد .. شهادة ( ألا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وهي أول واجب وآخر واجب ، وهي بمنزلة العقد الذي يوقعه العبد مع ربه بأن لا يعبد إلا هو سبحانه ولا يتبع في العبادة إلا محمد صلى الله عليه وسلم . فإذا وقعها العبد لزمه أن ينفذ بنودها وهي بقية شرائع الإسلام ، فإذا نفذها وقام بها خير قيام ألهمه الله وثبته عليها عند الموت وقال عندما يموت ( لا اله إلا الله ) وهذه علامة حسن الخاتمة . وكما جاء في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( من كان آخر كلامه من الدنيا .. لا اله إلا الله دخل الجنة
ـ حقيقة قلبية
وهي أن يعتقد ويؤمن ويجزم بقلبه ما نطق به لسانه . فان لم يتفق لسان الإنسان وقلبه كان ذلك نفاقا والعياذ بالله ولم تنفعه قول ( لا اله إلا الله ) فقد قالها المنافقون بألسنتهم ولكن لم يعتقدوها بقلوبهم فأثبت الله كفرهم كما قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة
ـ حقيقة عملية
وهي عمل الجوارح ، وتأتي هذه لتصديق مانطق به اللسان واعتقده القلب . فان كان اللسان صادقا والقلب معتقدا ظهر أثر ذلك على الجوارح فتنقاد جوراح المرء للعمل. ولهذا عرف أهل السنة والجماعة الإيمان بأنه : ( الإيمان قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية )
الله