حياه اليل

بعد منتصف الليل تبدأ حياة الخفافيش من البشر، من ناد ليلي إلى آخر، وهذا أمر عادي بالنسبة للبعض، أما حينما تكون الخفافيش فتيات مواطنات، يتواجدن في هذه الأماكن للشرب، واستعراض المفاتن، والرقص على كيف كيفك، لا فيفي عبده ولا شاكيرا يمكن أن تجاريهن في الرقص، واللي ما يشتري يا ولد يتفرج، فهذا والله عار ما بعده عار. هناك نوع من الخجل وجس النبض وهدوء يسبق العاصفة، وعندما يسخن الدور وتهتز الأجساد، تكشر الفتاة عن ما تحت العباءة، ليظهر ما لا في الحسبان، في الحالات المحترمة ستصل الملابس إلى مستوى الركبة، وفي الحالات غير المحترمة لن يمكنك ملاحظة الملابس من الأساس، تهتز وتهتز، ثم ترتعش وتعاود الهز بما يعادل 8 درجات على مقياس ( هز يا وز)، ليخيل لك أن الصالة بكل ما فيها معرضة للانهيار.

وبعد فاصل الهز تلتقط الأنفاس لدقائق معدودة، تكون فرصة لتبادل الأحاديث مع الشباب والحضور وتجرع الشراب، ومع كل معزوفة تخرج لك فتاة من حيث تدري ولا تدري في تنافس محموم، ويستمر الوضع دواليك إلى أن تنتهي السهرة إما بالإغماء من شدة (السكر) أو بالخروج على رجل ونص، وما يحدث بعد ذلك ممنوع من النشر بأمر الرقابة!.

ظاهرة لا يمكن السكوت عنها في أيامنا هذه، مع أنها انتشرت من عدة سنوات إلا أنها أخذت في الفترة الأخيرة تتفاقم، بعد أن كانت بشكل أو بآخر تأخذ مجرى الستر والتخفي، أما الآن فحدث ولا حرج مع زيادة الانفتاح، وكلما زاد الانفتاح على الغرب كلما انفتحت الفساتين والتنانير والملابس بشكل اكبر، وما نشاهده بأم أعيننا على عشرين قناة عربية غنائية شبه إباحية اكبر دليل على صحة حديثي.

إن مجتمع الإمارات مجتمع محافظ، وقبل أن نكون كذلك تعاليمنا الدينية تحكمنا وتمنعنا عن هذه المناكر، لكن للأسف صار لا يوجد أي أدنى اهتمام من الأهل، الكل غارق في نزواته وملذاته، ينشغل الأب بمشاهدة القنوات اللبنانية، وتنشغل الأم بآخر خطوط الموضة، وينشغل الأخ بإرسال المسجات إلى القنوات الفضائية فيحدث هذا الخراب، هذا إن لم يكن يحدث كل هذا بمباركة الأسرة الغارقة في الضياع.

قد يقول البعض يندرج هذا تحت بند الحرية الشخصية، وكل إنسان حر بأفعاله ما دام لا يضر الآخرين، وأنا أقول نعم هناك حرية شخصية، ولكن هل يعني أن يتم السكوت عن هذه الأفعال؟، وهي التي ستؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن تخيلها، وعليه لابد من التحرك وسن القوانين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلا من البقاء مكتوفي الأيدي نائمين في العسل المغشوش معتبرين انفسنا أحياء مع أننا لسنا أحياء.

والله يا جماعة الخير، لقد كثرت الأسئلة من حولي وبحثت عن الإجابة فوجدت الإجابة تبحث عن سؤال آخر لتجيب عليه